Powered By Blogger

السبت، 13 أبريل 2013

ضيفنـــــــــــــــا المُنتظر ……..عذراً ........(70)


كتبها بنت النور* ، في 15 أغسطس 2008 الساعة: 18:55 م

*
*

ربما يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة بترقّب هذ الضّيف المنتظر ..
حيث هناك شريحة ٌ لايستهان بها من أبناء هذا الوطن الغالي تنتظر بوجل ٍ إطلالة هذا
الضيف المرتقب ، ليس انتقاص ٍ منه بقدر ماهي حسرات ٌ تتنامى في النفوس من جراء القصور في استقبال هذا الضيف المرتقب المنتظر ..من كل عام ٍ ..
بالرغم من  السرور  دواخل أعماقهم ، إلا أنهم يعانون القصور الذي أرهق ذواتهم
…كيف لا !! …….وهو ضيف الخير ، والعطاء ، والنماء ، والبركات
، فيه تفتح أبواب الجنان ، وتغلق فيه أبواب النار ، وفيه تصفد الشياطين ، وفيه
أيضاً توعد الرحمن بالرحمة والغفران للذنوب  لمن صامه ، وقامه…
 قال تعالى :  (( 
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى
 لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ
….الآيه(( الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
آية 185 البقرة

عن ابى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما حضر رمضان:  ((  
قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق
فيه أبواب الجحيم وتغل فيه الشياطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم…))..
رواه احمد والنسائى والبيهقى

عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   (( 
من صام رمضان إيماناً واحتساباً  غفر له ما تقد من ذنبه..)))…
رواه البخارى ومسلم

بالرغم من تلك الآيات البيانات بفضل شهر رمضان المبارك إلا أن الغلاء ونحن على  أعتاب
الشهر المبارك وحتى كتابة سطوري هذه بتأجج وثوران محموم غير مسبوق ….لم تردعهم
تعاليم دين ولم تمنعهم رأفه ……كل مبتغاهم عرض الدنيا ولا غير !!!!
ليقاسي الشعب الأمرين :
الأول : حرمانه من البذل والعطاء بشهر الخير والبركات ، بحرمانه وبسبب الغلاء من مدّ يد العون لإخوانه المعوزين بإعانتهم على قضاء هذا الشهر ، والتيسير عليهم فيه
…لينشغل بحاله وكيف سيواكب هذا التأجج المحموم في الأسعار للوفاء بمتطلبات أسرتة ،أو من يعول…!!!
الثاني : حرمانه من الشعور بروحانية هذا الشهر بجعله يدور في فلك تلبية  احتياج
من يعول ، والتي ربما سيعجز عن الوفاء بمعظمها …ليظل هاجس العيد وكيفية
إدخال الفرح والسرور إلى أسرته ، والشعور بعقدة التقصير….  وبالتالي التأنيب
والتي لايمارسها أو يشعر ببواعثها إلا كل رب أسره يحمل بين جنباته قلب
يحتوى بحنانه أفراد أسرته ، ويحاول للإحتواء لهم ماستطاع إلى ذلك سبيلاً …

واضعاً بذلك غلاء الأسعار بقتامة أجوائه ، واسقاطته البغيضة هالات من الغمام
تسبب بحجب الرؤى ، وتشوش الفكر بل وتشوهه في أحيان كثيره ..

قد يظن البعض من الذين يجهلون أو يتجاهلون أن الغلاء لهب ٌ طالت ألسنته
جلود الفقراء ، وذوي الدخل المحدود ….ولكن من الصحة بمكان أن نعترف
وبكل أسى أن الغلاء طال من الجميع دون استثناء ، مما لايجعل مجالاً للشك
بأن خارطة التوزيع للطبقات أضحت خارطة وهمية لاتملك من صحتها
سوى فوضاها ….حيث أزهقت ولم يتبقى منها سوى مسماها ..!!!!
نعم فما كابده ويكابده الشعب السعودي من فوضوية الرقابة التجارية أحدث بما
يسمى ارتكاسة أو إنتكاسة التوزيع الطبقي في المجتمع السعودي …

ليعتقد الجاهل أو حتى العالم منا أن لازالت هناك طبقة تسمى بالأغنياء
متناسين أن هناك من هم يكابرون هذا الزحف الفاحش للغلاء بمسمى
الإستعفاف ( ويحسبهم الجاهل من التعفف أغنياء ) الذي يمنعهم حتى من إظهار فاقتهم وحاجتهم لغيرهم من الناس …ولو جاعت بطونهم ، أو حتى عريت أجسادهم !!!!
وليست حادثة الرجل الذي ألقى بنفسه بخزان المياه ببعيدة ٍ ، ليترك قصاصة ورقيةٍ
بها كتب لابنه بأنه لايملك سوى 500 ريال لعلها تساعده في إنفاقها ع
لى إخوته !!!!
مواطن آخر أشعل النيران بثيابه لأنه عجز عن الوفاء بمتطلبات من يعول
من أسرته بسبب أنه عاطل عن العمل ……فقط هم فعلوا
ذلك لأنهم لم يرضوا لأنفسهم يوماً الذل والمهان لغيرهم من البشر في سبيل
الوفاء باحتياجاتهم ……إنهم هكذا ….نعم هكذا ….يتقبّلون الموت على
أن يمدوا ا يديهم لغيرهم من الناس ……
أنه الشعب السعودي الذي يسكنه الشموخ والإعتزاز ….التي عجز
عن هدمها أو تقويضها الغــــــــــــــــــــــــــلاء ….
توقف إجباري :
مما لايعلمه البعض هو أن المملكة العربية السعودية تعيش أزهى عصورها الإقتصادية
بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك / عبدالله بن عبدالعزيز  آل سعود …
في ظل مبادىء إسلامية سمحاء ليلها كنهارها لايظل ..
الذي رسم بظله خارطة التوزيع الطبقي على الخارطة السعودية ….ولكن بشكل عكسي
لايكاد يدركه عاقل مدرك للأمور !!!
ففي حين تم التعد يل بتحسين جميع أحوال مواطني الوطن الغالي بزيادة الرواتب ، ومضاعفة
الشئون الإجتماعية بما يتوافق  ………نجد أن هناك من كان لهذا الإلتفاف بالمرصاد سواء بالداخل أو الخارج …….ففي الوقت الذي زاد به دخل المواطن السعودي  كان بالطرف المقابل
ذئاب تنتظر للإنقضاض والإفتراس ………فكان الغلاء في الأسعار  أحد مفرزات  هذا التحسن المعيشي  …..كان البعض من المواطنين أنفسهم أو بتحريك من غيرهم من العمالة أداة
، ومعولاً هادماً في القضاء المواطن السعودي حد الإهلاك ، والإطاحة به ..
المسير لهم في ذلك كله جشع ٍ طاغ ، وأنانية مفرطه …غاب فيها الوازع الديني
قبل الإنساني …ليعيش المواطن السعودي بكل طبقاته المتماهية بطبقة العوز مأساة التضخم
الإقتصادي بكل أبعادها الإنسانية …أو بمعنى آخر (( التفحّم )) لكل أحلام جميله علّق عليها
المواطن آماله ورغبته في الحياة ، رغبة بعيش ٍ كريم يحفظ له ماء وجهه من الإنسكاب ..!!!

همس ٌ بصوت ٍ عال :
قال تعالى : } وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ { [ الأعراف :96] .
قبل أن أستدرك بقولي : أنه تسلّط علينا بأعمالنا ……أقول :
ألا يخاف أولئك المتسببون بتلك الأزمة من الغلاء من سخط  المولى تعالى …وتحول نعمه ؟؟!!! ألا يملكون بين جنباتهم إشارات أو مدلولات لإنسانيته ؟؟؟!!!
أيضاً ألا نعمل الفكر بماحدث فربما كان عقاباً من المولى تعالى به نستفيق لواقعنا المؤلم من الإنفتاح الآثم المنطوي تحت لائحة التشريع والإجازة ( البنوك الربوية )…!!!
قال الله تعالى:  (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً)
(نوح:12 ـ 10)
هنا دعوة من المولى تعالى بأن الرجوع إلى طريق الحق والصواب
ولزوم الإستقامة سبباً من أسباب زوال النقم والكروب …
وقال تعالى :  (( ادعوني استجب لكم ))……الآية ..
إنه تعالى قريب ٌ سميع مجيب لدعائنا …
أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ………. سبحانه وتعالى عما يصفون ..
اللهم ارفع عنا مقتك ، وغضبك ، وتولنا برحمتك ياأرحم الراحمين ..

صرخةٌ مدويةٌ لمن يملك زمام الأمر والسلطة :
غياب الرّقابة التجارية ساعد بسن أو حدّ سكين
الفتك المغمدة بخاصرة المواطن …..ليصارع المواطن
المتبقي من ساعات عمره زاهداً حتى بأخراه !!!!
قابعاً شفا حفرة الإنتحار البطيء ..


استدراك عـــــــــــــــــــــــــــاجل :

لنجعل من شعارنا بشهر الخير والبركات شهراً عامراً بالتقى
بعيداً عن مفاخر الموائد ، وزخم الإسراف…
ولا ننسى إخوة لنا أحجزهم الغلاء حتى عن توفير إفطارهم ..
ولنلزم الإعتدال …………..ونعمل بمبدأ :
(( ارخصووووووووووووووه ))….
فقط حتى نشعر أولئك أننا إذا تطلب الأمر لايستطيع أحد
إرغامنا على مالا نريد ……….وأن العزة والأفة لازالت تسكننا
ولن نرضى بغيرها خيار ………لأننا لم نخلق إلا أحراراً
لم نكن عبيداً إلا له تعالى سبحانه …
إذاً : لنتوكل على المولى تعالى ونبدأ بالتخطيط  باختيار البديل المناسب
حتى لو اضطررنا لعجن الخبز بايدينا …..(.وويل لأمة لاتأكل
من خبز يديها …)…
وكونوا على ثقةٍ بأننا إذا تجاوزنا بعزمنا واتحادنا فسنصل بلاشك
لنبدأ بعدها بطرق الغلاء الفاحش في العقار ، والسياحة الداخلية ،
 …..وغيرها الكثير ..
إذاً خطوة الألف ميل تبدأ بخطوه …

فمن يبدأ بها معي ؟؟؟؟؟

على بركة الله نبدأ ………وبه تعالى نستعين ….

نووووووووووووووور
كتبه / نوره المعيقلي البلوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق