Powered By Blogger

الاثنين، 8 أبريل 2013

أحلى رحلات العمر .......(29)..

كتبهابنت النور* ، في 16 يونيو 2006 الساعة: 02:49 ص


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


قد تستغربون عنواني بل قد تتسألون وما هي أحلى الرحلات ؟؟!! ……..
لقد حججت منذ السنتين تقريباً وهاأنا أحج وفي وقتٍ متقارب ربما تقولون وما داعاك لتكرارها فأقول لكم هو الشوق نعم هو الشوق للقيا عظيماً تجلى في أجمل الأيام وأبهاها ….
والله ثم والله لقد كنت في السنة التالية لحجتي في السنة الماضية في شهر ذي الحجة أبكي كثيراً عند سماعي التلبيه 
وكنت أردد معهم وكانت أكثر المشاعر تأثيراً بي هي صعيد عرفه ….
وأذكر أنني في السنة الماضية من شهر ذي الحجة كنت في ذلك اليوم أدعوا الله كثيراً أن يجعلني من حجاجه لهذا العام 
وأن يمدني بالصحة والعافية حتى ذلك العام …
وماإن هل شهر ذي القعدة حتى بدأت أهيأ لتلك الرحلة حيث كانت والدتي تخاف علي كثيراً وكانت تمانع تعرفون قلب الأم ….
وعندما شارف شهر ذو القعدة في نهايته ودخل شهر ذو الحجة في الدخول حتى تسارعت دقات قلبي وتزايد نبضي 
لاأعلم ربما هو الشوق ؟؟ !! أو هو ربما الخوووووووف من عدم إكتمال رحلتي !!! لاأدري ربما تداخلت الأحاسيس والمشاعر لدي …
وكنت أدعوا الله أن يهيأ لي ولايحرمني تلك الرحلة التي طالما إنتظرت تكرارها ….
فكنت خائفه من مفاتحة والدتي بالموضوع خوفاً من رفضها فأنا لاأستطيع أن أرفض لها طلباً ….
وعندما حان وقت الرحيل قمت بتقبيل رأسها وقلت لها : أمي أستأذنك بالذهاب إلى الحج (لقد كان الجميع موافق عداها )….
فصمتت ….فيخيل إليّ أنني وقتها لم أشعر بالأرض من تحتي ولم أشعر بتواجدهم حولي لحظات أحسست بأن الزمن عندها توقف وأن دقائق الساعة وثوانيها قد تجمدت …..
فبددت الصمت بقولها والدموع تنهمر من عينيها : الله يوفقك وإنتبهي لنفسك ….
لاأعرف مالذي حدث لي ساعة سماعي لهذا الخبر فقمت من فوري وقفزت وقلت : الله يخليك يارب والله لايحرمني منك 
وأنهمرت دموعي لاشعورياً من عيناي …..
نعم فلم أتوقع الموافقه السريعه التي طالما إنتظرتها …..لكن سبحان الله الحج ميسر ومسهل إذا عزمت فإن الله ييسر لك المهم هو العزم والتوكل ….
في اليوم السابع إنطلقنا وكانت الحملة بها المسن والشاب والمتوسط في عمره لقد كنا أعداد كبيره ….
صدقوني عندما أحرمنا ودخلنا البقاع المقدسة نسينا كل شيء خلفنا نسينا من نحن نسينا أناس خلفنا أكيد حاضرين بذهننا لكن لم يطغوا على جمال تلك اللحظات وروعتها ….
لقد كنا روح واحده جمعت بيننا محبة الله والأخوة فيه …..
يوووووووووووه ماأجملها من لحظات …
لقد كنت أرى جنسيات مختلفه ألوان مختلفه لهجات مختلفه مراكز مختلفه لكن جميعهم كانوا سواسيه كانوا يلهجون بالدعاء ويطلبونه سبحانه ويلبون له ….(( لبيك اللهم لبيك ……..))…..
لم تكن تلهينا عن ذكر الله مشغلات الدنيا وموانعها ….
كنا نستغل أوقاتنا بالدعاء والتلبية وقراءة القرآن كان العالم منا يعلم من جهل وكان الكبير فينا يعطف على الصغير 
وكان الصغير فينا يوقر الكبير ….
كنا نساعد بعضنا بعضنا كحملة واحده ونمد يد العون لكل حاج نلتقي به ….
لقد كان مجتمعاً مختلفاً مجتمعاً رائعاً خلى من زيف الدنيا وزخرفها …..
لقد كانت المشاعر مجهزة وميسرة لأستقبال حجاج بيت الله الحرام ….
كانت الحمامات أكرمكم الله مجهزة وبوفرة وصنابير المياه وأماكن الوضوء ….
ولقد كانت الشاحنات المزودة بالماء ومواد عذائية أخرى موزعة بالمشاعر هذا عدى البطانيات لحجاج بيت الله الحرام وهذا كان كله بالمجان ولوجه الله تعالى من خاد الحرمين الشريفين وولي عهده المين حفظهما الله ….
وعندما حان الإنتقال إلى صعيد عرفه تحرك الحجاج في لحظة واحده ولقد كان السير ميسراً ومنظماً تخلله تواجد رجال الأمن المنظمين لهذا السير …
فتواصل توافد الحجاج إلى صعيد عرفات فكان يوماً رائع الأجواء …
كان جواً عبقاً بذكرى الله تعالى مليء بالتلبية ….
لقد كانت لحظات عطره لاتماثلها لحظات …..
ياإلهي إن المسلمون في تلك اللحظات توحدت قلوبهم توجهت للحي القيوم الذي لايموت سبحانه …
توحدوا في لباسهم تساووا في طبقاتهم بل إنعدمت الطبقات بل ألغيت ولم يتبقى إلا روعة اللحظات وجمالها …
لم يكن هناك سوى الشعور بالرغبة والخوف والرجاء والطمع في كرم الله وفيض رحمته سبحانه …
لقد تعالت الأصوات بالتهليل والتكبير والتلبية والدعاء …..
يووووووووووووه ماأروعها من لحظات ماأنقاها من لحظات …
إنها لحظات صدق لن تتكرر كثيراً ….
إنها لحظات التجرد والخلوص لله تعالى بصدق التوجه والنوايا ….
كنا نجلس متراصين بجانب بعضنا البعض لايفصل بيننا شيء سوى فاصل بين النساء والرجال لكن هذا لايمنع أننا كنا لبعضنا البعض معينين مساعدين دون أي أغراض دنيويه بغيضه وكل هذا بدعوى الأخوة الصادقه …
فكان الكل سواسيه …
وعندما أقبلت شمس يوم عرفة بالمغيب تحركت السيارات من أماكنها ووالله كان يوماً مهيباً …
لقد كان بداية غروب تلك الشمس على هذا اليوم بأنه نهاية ليوم لاندري هل ننعم به مرة أخرى أم لا ……
لقد كان الصمت يعم بالمكان عدا أصواتٍ ترتفع تارة وتصمت أخرى بالتلبية والدعاء حيث بداخلنا نودع هذا اليوم 
ونأمل في لقياه في سنين قادمه …
فكان هذا اليوم يودعنا رويداً رويداً رويداً …
ولا أنكر أنني في تلك اللحظة تساقطت دموعي لفرحي وسعادتي لأنني حظيت بتكرر هذا اليوم …..وأيضاً بشوقي 
ولهفي على هذا اليوم الذي تمنيت أن يتوقف الزمان عنده ….
ليشهد عزة الإسلام وروعته في توحد المسلمين فيه وروعتهم فحيث صعب رؤيتهم يلتقون كان لقاؤهم هنا عظيماً 
مهيباً يشعر بالرهبة والفخر ….
ألا ليت من يدبرون لنا يرون كثرتنا ومنعتنا ليتهم ليتهم ….وإنه يوم أتٍ بإذن الله لامحالة …
لقد كان أعداد المسلمون وتحركهم كالسيل وأعظم حركة منه ….
ووالله لو وجه هذا السيل البشري  لوجهةٍ أخرى لأخذ بأخضرها ويابسها وجرفه معه …..ألا ليتهم يعلمون ألا ليتهم يعلمون !!!!
لقد كان يوماً رائعاً جميلاً …………. وهو من أعظم أيام الحج …..
فكان دخولنا إلى صعيد عرفات سهلاً وكذلك خروجنا منها والحمدلله سار هذا اليوم بكل يسر وسهوله …
وعند حان موعد رمي الجمرات لاأخفيكم بأننا تخوفنا من الرمي ولكن عقدنا العزم وتحركنا وياللمفاجأة لم أصدق مارأيت فقد كان التصميم للجمرات أو الموقع للجمرات موسعاً فكان التدافع ليس كما كان قبلاً فتم الرمي بكل يسر وسهوله وشتان بين سنة حججتها قبل ذلك وحج هذا العام ففي حج سابق دخلنا الجمرات وشعرنا بموتنا حيث دخلت بعباءة وخرجت بدونها ياإلهي لقد كان أمراً عسيراً فيما مضى لكن الحمدلله في تلك السنة رأيت تطوراً رائعاً حكيماً في موقع الجمرات ….فأنهينا الجمرات على خير ولله الحمد وبدون أدنى ضرر …
وعندما حان موعد طواف الوداع فوجئنا بالسيول والتي قامت بإحتجازنا عند مواقع الجمرات عند رمي الجمرة الأخيره ويا الله يالله لقد كان منظر السيول المتتدافعة رهيباً مفزعاً مروعاً لأ أحب إسترجاع تلك اللحظات بالفعل عندما توقف المطر عن الهطول تحركنا وبسرعه إلى حيث الحرم المكي وكان لسان حالي يسأل عن تلك السيارات والناس التي جرفتها السيول في طريقها وكنت أدعوه تعالى أن يكونوا بخير حيث هناك هرعت رجال الأمن للإنقاذ بجميع فرقها 
حيث تجمعت مياه الأمطار بسبب عدم وجود مصارف لتلك الأمطار ….آملين أن يتم مراعاة ذلك في أعوام قادمة …فجميعاً يعرف بأن المناخ متغير في السنين القليلة القادمة وكل سنةٍ تصاحب أجواء مختلفه أي أنها أجواء متقلبه….
فقمنا بطواف الوداع وكان ولله الحمد أيضاً ميسراً ….وكانت لحظات الوداع مهيبه خاشعه …
أنها لحظات تعلقت بها العيون بالكعبة المشرفة …..وتعلق الرجاء به تعالى أن يوفقنا لحج بيته مرة أخرى …
وأنطلقنا فرحين لإكمال حجنا وتيسره ولساننا يلهج بالدعاء لكل من ساعد على تيسير هذا الحج سواء بالتنظيم أو الدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله …
فاللهم وفقنا لحج بيتك الحرام أعواماً وأعواماً عديده ..آآآآآآآآآآمين ..

نوووووووووووووووووووووور
كتبه / نوره المعيقلي البلوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق