Powered By Blogger

الأربعاء، 10 أبريل 2013

معاناة إمرأةٌ قبليّةٌ ….............(56)....



كتبها بنت النور* ، في 15 يوليو 2008 الساعة: 22:14 م








عندما كنت طفلة صغيرة كنت أرقب والدي وهو ممسك بجريدته اليومية
وبعضاً من كتبه التي ألفتها وأدمنت رؤيتها بيديه …
شيئاً فشيئاً أصبحت أعقبه على جريدته وبسن جداً مبكره ، تقريباً بالصف الثالث الإبتدائي
ولم أكتفي بذلك بل كنت دائمة الإلحاح على والدتي بالسؤال عن الكتب، حيث كنت أقول لها :
من أين لوالدي بتلك الكتب ؟!
فكانت تبتسم وترد : أتى بها من مصر …
وأسئله كثيره لاأذكرها ..
كنت عندما يأخذني للمكتبه كنت أعمد إلى ركن قصص الأطفال ، ولكن بالرغم من هذا كله
كنت أملّ قراءة تلك القصص لأنني وبجلسةٍ  واحده أقرأ ماشتراه لي من قصص وابحث
عن غيرها ………ربما لأنها لاتشعرني بالإرتواء المعرفي في حينه ..
فما كان مني وأنا بالصف الخامس إلا أن قمت أتسلل رويداً رويداً رويداً ،
إلى كتبه التي لم أرى في حياتي إنسان يهتم بكتبه مثل إهتمام والدي بكتبه
حيث كان يضعها بدولاب معلّق بعيد عن عبثي وإخوتي …….ولكن ذلك الدولاب لم يمنعني
من الوصول إليه ، أذكر وقتها أنني كنت آتي بأي شيء مرتفع حتى أصل للكتب …
فبدأت أقرأ للمتنبي ، وقرأت للدكتور بكر القباني في الطب ، وقرأت قصص ،
لنجيب محفوظ وأجاثا كرستي ، وإحسان عبدالقدوس …..
هذا عدى كتب الإعجاز العلمي بالقرآن الكريم، وكتب كثيره عن المرأة على مر العصور،
وكتب تهتم بالفن التشكيلي ……..واذكر مجله شهريه صغيره موجود أعداد كبيره منها
بدولاب والدي المعلق (( طبيبك ))…..
كنت أقرأ جزء جزء  منها   ، كانت والدتي ترقب كل هذا عن كثب ، ولكن لم تجدي معي
تهديداتها بإخبار والدي …….حيث كنت أعدها بعدم تكرارها ،
ولكن أجدني وبلا شعور مني أجري لهذا الدولاب المعلق كلما هم ّ والدي بالخروج من المنزل
…..لا ولم أكتفي بذلك بل كنت أعمد للكذب أحياناً فأقول لوالدتي :
أنا جائعه ولا أستطيع إنتظار والدي حتى يأتي من عمله …….فاسكبي لي بعضاً من الطعام ..
فكنت أنعم بالغذاء الجسدي ، والغذاء الفكري معاً ، حيث كنت أجتر معي إلى غرفتي بعض الكتب
كنت أرجعها وقت حضور والدي من العمل وبالدقائق الحرجة أيضاً ….
أذكر من المآزق التي مررت بها بسبب القراءة أنني عندما أتى والدي من الرياض كانت
معه في حقيبته مجموعة من الكتب كان من بينها كتاب (( الحياة الزوجية السعيدة))
لفت إنتباهي ربما لأنني للمرة الأولى أجد هذا النوع من الكتب بين كتبه أخذته
وقمت بالتصفح له وهي عاده أفعلها مع كل كتاب أقرأه حيث أقوم بفره سريعاً
ثم البدء بالتعمق بين سطوره …..فجأه  أدركت أنني دخلت منطقه محذوره وللوهلة الأولى
من التصفح ، قفزت مسرعه إلى حيث حقيبته وقمت بإرجاع الكتاب إلى مكانه
وكان العرق يتصبب من وجهي خوفاً من والدي ولكن إنه خوف ليس ككل مره
إنه خوف حقيقي بمعنى ماتعنيه من مدلول …..ولكن !!
الحقيبة بهذا التوقيت بالذات لم أستطع إقفالها فقد كان السحاب أعترضه ماتسبب بوقفه
عن التحرك ….مرت الدقائق مميته خوفاً من إفتضاح هذا السطو المعرفي
…جاء ليأخذ حقيبته لأرى الكتب ترتصف دولابه المعلق عدا هذا الكتاب
المرعب لي كبنت وقتها ، حيث قام بإخفائه بعيداً عن دولابه …
كبرت وكبر معي حبي للقراءة ……حتى الكتب الأجنبية حاولات الإبحار بها
وكنت أعمد للتعليم الذاتي فيما يستغلق عليّ بالترجمة حتى أنني عشقت اللغة الإنجليزية
دون أن أتخصص بها …
عندما تزوجت أول مكان أدخله بالأسواق المكتبه ، في حين المألوف كل عروسه تعمد
لمحلات الأزياء والإكسسوارات ….أذكر وقتها علامات الدهشة والإستغراب
التي ارتسمت محياه ذلك الوقت ..
رغم عشقي  للعطورات إلا أن القراءة  كانت تحتل جزء كبير من إهتمامي
فكنت عند السفر للمدن الكبيره أدخل المكتبة أولاً فيها …

تطور حب والدي للقراءة ليتحول إلى القراءة الإلكترونية عن طريق التصفح
للمواقع الإلكترونية ….ليأخذني معه بهذا الإرتقاء الإلكتروني حيث
قام بإهداء جهاز حاسوب لي وقام بتعليمي عليه
حيث قال لي في حينها : سيساعدك كثيراً في عملك ولاسيما أن عملك إداري
يحتاج لأن تتقني الحاسوب …….وبالفعل أخذت بالتنقل بين جنباته بكل مافيه
من إبهار وإدهاش بلغ معه شغفي وتعلقي أقصى مداه …
لم تجذبني غرف التشات ولم أتعرف على ذاك المسمى بالتوك ولم يجذبني ذاك الماسنجر
إلا فقط من أجل التواصل مع والدي من منزلي (أول إميل كان من الدي وكان على الهوتمل )..
جذبني التجمع العالمي بمكتوب فقمت بتسجيل بريدي بمكتوب وحتى هذه اللحظة لازال
بريدي بمكتوب …
تطور مكتوب  فكان كل إرتقاء له هو إرتقاء لنا نحن مجتمع مكتوب
فكنت أجلس إلى مكتوب أوقات طويله بكل مايحويه من عطاء معرفي زاخر أضاف لي الكثير
من الزخم الفكري المتجدد ………ليكون لي هنا ومن بين هذا التجمع الإعلامي الكبير
مدونه خاصه بي أطرح بها فكري المتواضع  ، وكشكول أدون به كل مايقع من قلمي
في أماكن آخر ………ليظل مكتوب المكان الأنسب لحفظ أبجدية حرفي المعانق لرواده ..

لم أجد لقلمي مرفأ آمن لحرفي من مكتوب ….حيث الإعتدالية ، والتجمع الثقافي الهائل
بكل مافيه من تعددية الفكر وتنوع الطرح …إنه عالم من الإبداع …….نعم عالم من الإبداع ..

عندما أنظر لمدونات النساء العربيات جداً أأسف لواقع المرأة السعودية (( القبلية ))
وماتعانية من إضطهاد فكري يمنعها من الإنطلاق والتحليق بفكرها …
حيث كتب عليها التواري خلف الأسماء المستعارة وعدم الإفصاح عن اسمها تحت أي
ظرف ٍ كان …
ومن كتب لها الكتابة باسمها الحقيقي نجد أنها تتعرض للكثير من المضايقات لها ولعائلتها
لتغدو الكتابة بالنسبة لها وبالاً أحاق بها ..!!!
في الأسبوع الماضي أتتني رساله على جوالي وكانت من عند خالتي كتبتها لها إبنتها على لسانها
، حيث كانت عباره عن قصيدة مديح لي ….قلت لها : موقع مجالس قبيلة بلي يهتم بالشعراء أمثالك
لماذا لاتجعلي إبنتك تقوم بنشر قصائدك ؟؟؟؟!!!
ردت باستغراب : ولكن ليس نحن !!
شعرت حينها بالأسى من ردها ، ومدى إستسلامنا نحن نساء القبائل للتسلطات القبيلية
ومافيها من جور ظاهر ماأنزل الله به من سلطان ….
فحتى المرأة التي تشارك في المنتديات ينظر لها باحتقار حتى ولو كانت حروفها تقطر بالإحترام !!!!!
رغم هذا شاركت أبناء وطني طروحاتهم،  وشاركتهم الرأي ليس لشيء سوى أنني
النصف الآخر الذي به تتشكل خريطة وطني ولايكتمل إلا به …
آه ….إن هذا الجور منعني حتى مشاركة الفنانين التشكيلين رسوماتهم حيث أصدم بكلمة
لاأبداً مايصير اسمك على اللوحه !!!! ……….ماذا سيقول الناس عنا ؟؟؟!!!
والأمر والأدهى عندما فكرت بنشر كتاباتي بجريدة يومية
حيث قفز ألف عائق وعائق دون النشر !!!!
المقال جاهز للنشر ……………………ولكن هناك منهم متأهبون للنقد ..!!!
أيام طويلة ٌ وأنا أحاول الإختيار لاسم غير اسم بنت النور لرفضهم الأسماء الحركية ..
والمطالبة باسماء حقيقية أو اسم غير حركي …
عندمـــــــــــــــا أقوم بتجهيز اسم يتم إجهاضه قبل النطق به …(من قبل عائلتي  )
إلى أن توصلت لاسم ……………….(( نور البلوي ))…
أيضـــــــــــــــاً لازال اسم نور البلوي تحت الدراسة ….حتى يأذن الجميع بجوازه ..


فهل ستخرج نور للنور ؟؟؟!!!أم تظل حبيسة اسم الإحتقار ؟؟؟!!!

همسةٌ  لوالدي العزيز :
ابتسامتك لحرفي ألقٌ لأرتضي معه أي عبوس  يصدفني ..

نووووووووووووووووووور
كتبه / نوره المعيقلي البلوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق