Powered By Blogger

السبت، 13 أبريل 2013

أولى مقالاتي بجريدة الرياض .....(إنّهم يكسرون قلمي )..!! ....(68)


كتبها بنت النور* ، في 12 أغسطس 2008 الساعة: 16:02 م


إنهم يكسرون قلمي!


نورة البلوي
    @@ قلت لأخي ما رأيك بأن أقوم بنشر مقالاتي بجريدة يومية؟
انتفض من جلسته وكأن مسه طائف من الجن أو كأن صعقاً من الكهرباء أصابه، ليقول وبلهجة متهدجة: كيف تقبلين على نفسك الظهور على صفحات الجرائد، أنت نور التي يضرب بها المثل بأخلاقها وسلوكياتها!
قلت: لماذا نظرت لها بهذا المنظار القاتم من الجمود؟
قال: هذا ما ألفناه وما ألفينا عليه مجتمعنا..
وبدأت بشرته بيضاء مشرئبة بحمرة تحولت للحظات إلى بشرة قاتمة الحمرة غضباً وحنقاً حتى ظننت معها أنه سينفجر من شدة ما اعتمل به من مشاعر الرفض والاندهاش..
خيم الصمت أجواء تلك اللحظات الثقيلة البطيئة بمرورها.. ليذهب بعدها أخي دون أن ينبس ببنت شفة وكأنما قمت بسرد معضلة العصر!
كل ما كان لم يكن مقنعاً لي بقدر ما كان أخذ بجميع الآراء والانتقاء منها.. رغم علمي المسبق بأنني لن استطيع القفز على آرائهم ولو كان الأصغر منهم في سنه..
ظللت اتقلب بدائرة الحيرة والتردد بين القبول والرفض رغم أن الجواب كان واضحاً رأي العين المتمثل بالرفض المطلق!
ولكن كان هناك شخص لم أتقبل رفضه بل لم أتقبل أن أناقشه رأيه، ليس نقصاً به ولا تشكيكاً بقدراته ولكن لعلمي اليقين بأنني سآخذ برأيه بشكل قطعي لا يقبل الجدال أو التفاوض حيث ثقتي بسمو تفكيره وأبعاد شخصه أرقى وأسمى من يعلو صوتي فوق صوته أو يغلب رأيي فوق رأيه.. إنها شخصية والدي حفظه الله تعالى.. ففي نهاية الأسبوع كنت وإياه نتبادل أطراف الحديث فسألني:
لم أرَ لك مقالات جديدة بمملكة بنت النور (مدونة) ما بالك؟
أطرقت برأسي وقلت:
لا شيء إنها المشاغل أبي..
قال: ولكن نور تتنفس الحروف..
قلت: حروفي أصبحت تعاني من الأكسدة التي أصبحت تهدد تواجدها..
قال: ما بالك نور؟
قلت: اشعر باختناق..
قال: تحدثي قالها بوجوم (ربما لأنه شعر وللمرة الأولى أنني اخفي عنه شيئاً)..
قلت: مللت صفحات التدوين واطمح بمساحات أوسع كتابة واستقراء (الصحافة)..
قال: وماذا في ذلك؟
قفزت من مكاني وقلت: إذا أنت لا تمانع؟
قال: ولِمَ أمانع؟!
وسألني: ما بالك، أتريدين قول شيء؟
قلت: نعم نعم أبي.. وأخذت أسرد عليه ما كان من زوجي وأخي..
ابتسم قليلاً وقال:
إذا كنت تريدين الالتفاف حول رؤى كتابة المرأة السعودية بالصحافة فسيكسر قلمك تحبيطاً وتأزماً.. فلا زالت هناك عقول قاصرة لا تعي أهمية المشاركة الفكرية للمرأة جنباً إلى جنب مع الرجل..لتظل العادات المختلفة بفعل الأعراف القبلية طوقاً ملجماً لفكر المرأة في حين أن الإسلام كرمها ورفع من شأنها.
آآآه.. إن النضج الفكري لا يخضع لزمن أو عصر معين.. ففي حين كان الجمود والتبعية سمة بعض شباب العصر.. كان هناك بالطرف الآخر فكر فمازال يضج فكراً، ووعياً مدركاً أهمية المرأة ودورها الفاعل في المشاركة الفكرية جنباً إلى جنب مع الرجل.. رغم فارق الزمان بين الجبلين.
تلك الحروف كانت الانطلاقة الأولى لحروف أنثى كانت تتوارى خلف الحروف، وخلف الروابط الإلكترونية بحثاً عن نوافذ مطلة تمارس من خلالها التحليق إلى رحاب أوسع من التفاعل والمشاركة.
همسة:
إذا كان القلم من رصاص
فحرفي موطنه الرأس..
يمحى الحرف من الكراس
ويبقى الفكر راسخاً
باطن الرأس
بانتظار فكر يرقاه
ونبض يرعاه..


نوووووووووووووور
كتبه / نوره المعيقلي البلوي 


هناك تعليق واحد:

  1. حفظ الله أباكي فالوالدين هم اكسير الحياه

    مقال رائع يظهر نضوجك الفكري

    ردحذف