Powered By Blogger

الاثنين، 8 أبريل 2013

حملة إن شاء الله حتلاقي الطريق …!!! ........(32)...

           كتبها بنت النور* ، في 15 أكتوبر 2010 الساعة: 16:51 م 






قبل صلاة الجمعة كنت ألملم شتات نفسي ، سواء كان عملاً متناثراً ، أو أعبـــــــــــــــــــــــــاء نفسيّه تحمّلناها ، وزميلاتي في العمل بأسبوع مضى بحال هو أشبه بحال قطّاع الطّرق ..!!

كنت وكعادتي أنتظر برنامج الدكتور الشيخ / سلمان العوده …(( الحياة كلمه ))…والذي يعرض بعد صلاة الجمعة ، وذلك على شاشة الواقع (( mbc1))…

والتي كانت اكمالاً لحلقة ٍ مضت بعنوان (( الدوام أو العمل))…والتي كانت هذا الأسبوع اكمالاً لها وبعنوان مكمّل (( البطالة ))..

فكنت متحمّسه لرؤيا تلك الحلقة حد التحرّق …

كانت ..وبكل أسى تناقش أوضاعاً أخالها مأساة ، وبكل معايير ومقاييس المأساة ..!!

حيث ذكر فضيلته إحصائيات مربكه …أو أنني أنا كنت أراها كذلك …!! بحق كانت إحصائيات تشعر بالدوار عند ذكرها ..!!

يالله ………يالله …يالله …….أحقاً هناك هذا العدد الهائل من العاطلين ؟؟؟!!

كان فضيلته يسترسل بكلمات مللنا تكرارها، رغم جمالها بتعاطيه معها !!…..كنت أنا خلالها أستعرض ماحدث في أسبوعي هذا من أحداث لاأعفي شبح البطالة منها دافعاً لها ..!!

نعم ………..فقد كان هذا الشبح دافعاً لخريجات محافظة أملج بمنطقة تبوك بالتدافع أمام إمارة محافظة أملج ، دفاعاً عن مستقبلٍ أقبل على الغياب ، بل لوّح بيديه للإدبار بعيداً عنّهن 

!!! نعم …هذا ماحدث عندما رأت أولئك الفتيات أن هناك إحلال لخريجات من مناطق أخرى ، في المحافظة بدلاً عنهن ، وهن أولئكم بنات المحافظة القابعات بمنازلهن سنون من الزمان 

بانتظار فرصة العمر (( الوظيفة ))..!!

وكانت المأساة تتكرر …ولكن باختلاف المكان ، واختلاف التوجهه المهني …

حيث فوجئنا باخبارية ٍ ونحن نتوجهه إلى منازلنا حيث أنا وزميلات العمل …وكنّا بسيارات متفرقه ، حيث تبعد المسافة بيننا وبين منازلنا 16كلم …حيث كانت الإخبارية تطالعنا 

بتواجد نقطة تفتيش فجائية لسائقي مركباتنا ..!!!

لانعلم شيئاً سوى أنه علينا تعديل وجهة سيرنا إلى حيث طريق الكورنيش داخل المحافظة ..!!

كل واحدةٍ منّا تبرر ، مرةً بكيد شركات النقل ، ومرة ًأخرى بحملةٍ شامله على السائقين الأجانب ..!!

الكل منّا ، وحتى السائق السعودي (( رجل مسن )) أخذ يدلي بدلوه بالتوقعات لهذا الحدث المفاجىء ..!!

فكل مانعرفه أننا لو تم ضبطنا فسنواجه بمخالفه تصل حد المنع لسائقنا من حملنا معه مرة ًأخرى ..!!

كنّا نقول :

إذا كانت مخالفه فقط لعدم حمله لتصريح فسنقوم بدفع المخالفة بدلاً عنه ….ولكن …الأمر أكبر من ذلك بكثير …كثير …كثير ..!!!

جئنا إلى العمل في الصباح ، والقلق يبددنا ….الكل يتساءل :

هل وصلتم بسلام ؟؟!!

وكأننا على ثغر ٍ من ثغور حامية إسرائليه ..!!

فقالت إحدى المعلمات :

أستاذه نوره ………….كيف لنا أن نرجع بيوتنا اليوم؟؟؟!! فبالأمس نفذنا ….ولكن ماذا سنفعل اليوم ..؟؟!!

سارت ساعات العمل متثاقله ….وكأن الجبال فوق صدورنا ،وكأن المسامير قد دقّت بأرجلنا ، لنقوم بسحبها تثاقلاً..!!

حان وقت الخروج ………..كنّا ننظر بعضنا بعضاً ، وكأن الطّير فوق رؤسنا …!!

تفرقنا …وكعادتنا اليومية، ولله الحمد ننشغل بالأذكار أول الطريق …….فما أن خلصنا إلى نهاية مفترق الطريق إلا 

وقد أسقط بأيدينـــــــــــــــــــــــا ..!!حيث كانت نقطة التفتيش تنتظرنا عند مدخل الكورنيش …المؤدي إلى داخل المحافظة …أي على بعد فقط أمتار عن مقرّ عملنا ..!!

كنّا أربع مركبات لمجمعّ ابتدائي ومتوسط ..وكل واحدٍ من أصحاب المركبات نال نصيبه من القسائم ….والتي كانت إحدى المركبات تفرّدت فيها بعدد أكبر من القسائم ..!!

كان الصمت مخيماً حتى أننا فقط اكتفينا بتناقل القسيمة من واحده إلى أخرى ………..وكان كل تركيزنا أنها حوت أن المدة الملزمه حتى نهاية الشهر الجاري (ثلاثون يوماً)..!!

رجعنا إلى منازلنـــــــــــــــــــــــــــــــــــا ………..لم نناقش الأمر ………….لأننا بحق شعرنا بحجم المأساة ، أو المشكلة الحقيقية التي سنقاسيها فيما لو تم الإيقاف المؤبد 

لسائقي مركباتنا ..!!

أتى صباح اليوم التالي ، حيث على الفور سألنا السائق بالذي قام بعمله ..فأطرق برأسه قائلاً:

الشكوى لله ……الترخيص مكّلف …ويحتاج إلى ضمنا مع شركات للنقل حتى يتم المطابقة للشروط ..!!وأنا وكما ترون لاأستطيع إلى ذلك سبيلاً..!!

غداً سنشدّ الرحال من جديد إلى مقار أعمالنـــــــــــــــــــــــــــــا …………ولكن ماذا بعد؟؟!

هل سنواجه غداً بقسيمة ٍ أخرى ؟؟!!

لاأعلم ؟؟؟!!

ندندن ….بل ونطنطن كثيراً بسعوده …!!

ولكن :

هل تلكم السعودة شعار مجهض لكل سعودي ؟؟؟!!

أم تلكم السعودة شعار يحمي لشركات يئن تحت وطئتها مواطن ٍ معدوم ؟؟؟!!

أم تلكم السعودة محرقة ٌ تحرق على ثغورها كل ملامح السعودة …!!

أم أنها تلكم السعودة مولود أخرج بأجواء خــــــــــــــــــــــــــــــــانقه له ؟؟!!

أم أن تلكم السعودة شعار ننتسفه عندما نوقن أننا قد قمنّا بعصرها فلا تستطيع الدفاع عن نفسها ؟؟؟!!

وفي ظل هذا وذاك لازال الملايين من السعوديين يقضون نحب آمالهم عند عتبات… سعوده ..!!

لازالت الأعمال كثيره ….ولازال في المقابل عاطلون أكثر ..!!

ولازال في مقابل هذا كله قوانين معرقله تمنع كل هذا من التمازج ، بل والتماهي الموجب …!!

لمــــــــــــــــــــــــــــاذا أصبح تعاطينا مادياً بحتاً…!!!؟

لماذا أصبحنا لانشعر بمن تحتنا ؟؟؟!!

إننا ….وبكل أسى نسحق لطبقةٍ هي المحرك الأساس لجميع طبقاتنا (( الطبقة الوسطى ))…هذا إذا لم تكن أُعدمت بالفعل ……!!!

إننا نقوم بخنقهم …نعم خنقهم ياساده !!!، وبكل أسى ..!!.حتى أنهم أصبحوا يلتقطون أنفاسهم بصعوبه …!!

مـــــــــــــــــــــــــــــــاذا بعد ؟؟؟!!

.
.
إنهم يقضون نحبهم كل يوم مليون مره …!!

ففي كل دمعة طفل مريض عجز عن علاجه يموت مليون مره …!!

وأمام جوع أطفاله يتمزق شرايين قلبه باليوم ملايين المرات …!!

وأمام رؤياه لسنون عمره تمضي دون بصيص ٍ من أمل …فهو يغص ملايين المرات …!!

وأمام رؤيا دموع أولاده ، وقد عجز عن اكمال التعليم لهم ، أمام متطلبات ملزمه ،هو يأمل لو أن لم يخلق بهذا الوجود ، ولم يرى لهم أملاً وئد قبل أن يولد …!!

ربما يعمل ، وليل نهار …ولكن هو لايعمل بوظيفة تكفل له الأمان المادي اللازم ….ولكن هي فقط …..جهود مبذوله قد يلتقي خلالها القليل من المال ، والذي قد يفي بالقليل القليل من

متطلبات أسرته …!!

لم تنصفه الأيام …ولم تنصفه القوانين …!!

حتى عندما تم الزيادة لنا كموظفين (( الغلاء المعيشي )) كنّا نطحن بسكات ………….وكانوا هم في المقابل يسحقون سحقاً وبلا هواده ….حيث المكرمة الملكية لموظفي الدولة

تعني زيادة مقابله من التّجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــار …!!

كنّا نسارع لحاقاً بهذا الغلاء ……………..وكانوا هم يموتون آلاف آلاف المرات كل دقيقه يكون فيها الإحتياج …!!!

ملايين الشباب والشابات ….من مواطني هذا الوطن الغالي يطحنون تحت وطأ البطالة والعوز …!!

عفواً إن الطبقة المتوسطة تتلاشى ، بل هي تسحق ، بل تنهــــــــــــــــــــــــــــــار إلى غير رجعه …!!!

لتحل محلها طبقة ً أشد عوزاً من الطبقة السفلى المعدمة …!!!

إلى متى تسن القوانين المهمشة لطبقةٍ (الوسطى)هي المنعشة لجميع الطبقات في بلادنا ؟؟!!

والتي ربما بفقدها سيكون اختلال التوازن بالمجتمع ككل ..!!!

فإلى متى …متى سيترأى لنا مناظر الكادحين …واللائي تحت مسمى عاطلين ؟؟؟!!

ظلموا …نعم ظلموا هؤلاء الشباب مرة ً عندما قيل أنهم شباب لايقبلون بالوظائف تعففاً …!!

ومره ظلموا عندما اطلق عليهم عاطلون ، وهم شباب يكدحون ليل نهار لحاقاً بلقمة يومهم ..!!

فأنا لم أتحدث من فراغ ..!!

فأنا ابنة ٌ من بنات هذا الوطن الغالي ، وأتفهّم جيداً لأبناء وطني ..!!

فالشاب السعودي نقابله في كل مكان من مواقعنا ………….حتى أننا نراه كادحاً ، وتحت إمرة وافدٍ أطلق له العنان ،بمسمى (( سعودي لوحه ))…!!!

حتى البحر أصبح ينافسه عليه الوافد …وتحت ستار السعودة (( بسعودي لوحه))…!!!

والله ثم والله دمعت عيناي لمرأى شاب سعودي يجمع خردة الحديد على أن يمد يده …!!!

فمن ….من لمــــــــــــــــــــــــــاء وجه هذا السعودي أن يراق ؟؟؟!!

ومن لهذا السعودي أن ينتشله من براثن العمالة الوافدة ، والتي أصبحنا نغص ّ بهم حتى في طرقاتنا ..!!

إنهم الداخلون ……..ونحن الخارجون ..!!

نعم فقد أصبح بعض السعوديين لايتعدى دوره دور المتستر على هذا الوافد ….!!!

فقط اقتصر دوره على ملئ جيوبه بالمال كل آخر شهر ….بغض النظر عمّا يفعله هذا الوافد داخل الوطن الغالي …!!!

ليقاسي أبناء الوطن الغالي مرارة العوز ، وعلقم البطالة ، ونتيجة الفراغ …!!!

فكانت الجرائم المنظمة بظهور خلايا ارهابيه ، ومخدرات أضحى أبناء الوطن منها يهيمون بالشوارع مضيّعين حتى لهويتهم ..!!

هذا عدى جرائم أخلاقيه ، وجرائم ذاتيه تتعلق بالتخلص من الذات نفسها ..!!!

تحدثنـــــــــــــــــــــــا كثيراً …………..ونادينا كثيراً………………….ولكن هل فكّرنا يوماً ما بحل جماعي يقضي على كل هذا !!

وبقانون متفرّد فريد بتطبيقه ..!!؟

قد يقول البعض …وماهذا المتفرّد ؟؟!!

هو ليس جديداً …………ولكنه قد يكون بحق فريداً..!!

إنه التجنيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــد ………نعم التجنيد ……التجنيد التجنيد …!!

إنه الحل عندما تاهت بنا الحلول ، وأعيت بنا الجهود بسن القوانين المطنطنه ..!!

حيث أنه تجنيد من نوع ٍ آخر ….إنه تجنيد ..ليس فقط بالتأهيل العسكري لأبناء الوطن …!!

ولكن هو تجنيد من نوع ٍ آخر …إنه تجنيد لكل مؤهل حصد له هؤلاء الأبناء …والقيام بالتأهيل المهني، والنفسي المناسب له ….مع ضمان عائد مادي يقيه

عوائق الزمان من مرارة العوز والحاجة ….حتى يتم له خلق توازن نفسي ،به يستطيع مجابهة الحياة بكل معطياتها ..!!

ويكون عن طريقه التوجيه للكوادر الفاعلة كل ٌ بما يخصه …..واستحداث وحدات مسانده تتوافق وما يجب أن يكون له التعايش لهؤلاء في مجتمعاتهم …

ليكونوا لبنةٌ فاعله في مجتمعات تحتوي لكل مفردات التعايش اللازمة لهم ..

ليكون من مخرجات هذا التجنيد شباب وشابات ينعمون بانتماء حقيقي لمجتمعاتهم ، يتماهون مع جميع طبقاته ، باذلين كل مالديهم من خبرات

، وكل عطاء من شأنه أن يرتقي بالوطن ومواطنيه ..

……………………..فقط إنهم بحاجة احتواء يقيهم مصـــــــــــــــــــارع الطريق ..!!

إنها صرخة نداء نوجهها لمســــــــــــــــــــــــــــــــــامع قلب الوالد الغالي / خادم الحرمين الشريفين / الملك عبدالله …….حفظه الله …



وإن شاء الله …إن شاء الله ……إن شاء الله نلاقي الطريق …



نوووووووووووووووووووووووووور

كتبه / نوره المعيقلي البلوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق