Powered By Blogger

الاثنين، 8 أبريل 2013

زوجة رجل ٍ عسكري مهدد بالتّرحال ..."فصل من فصول معاناة زوجة عسكري "......(26)


كتبها بنت النور* ، في 15 يونيو 2006 الساعة: 18:05 م




أتاني يحمل الشوق والحنين في عينيه ……وهاهو الآن يحمل القلب بين يديه …..أتاني والشحوب بادي على محياه ……وقال :
نور أنا نويت السفر …
قلت : هاااااااااااه ….هااااااااااااه …
هل بالفعل ستتركني !!!
هل بالفعل ستطيق البعد عني !!!!!
فطفقت أجري إليه وقمت بأخذ حقيبته وبقوه …………تبعثرت الملابس تباعدت أشياؤه …..
في تلك اللحظة جثوت على ركبتاي وأحسست كأن الأرض تميد بي ….
وأخذت أجهش في بكاءٍ مرير …….
إنحنى بقامته الطويلة إلي…..
وامتدت يداه إلى راسي ورفع وجهي إليه ..وقال :
إنها ليست المرة الأولى التي أرتحل بها بعيداً عنك !!!! مالذي حدث ؟؟؟
أطرقت بعيناي والدموع تبللهما وقلت بصوتٍ متهدج:
ولكن إنني أحتاج إليك أكثر من أي وقتٍ مضى ….
إنني لاأطيق البعد لحظة واحده فكيف للحظاتٍ طوالٍ ممتده ….!!!
فقال مطرقاً: ولكن الضرورة تحتم ذلك …
فقلت : أي ضرورة تلك ؟؟؟ أي عائقاً يمنعني عنك ؟؟؟
لن أطيق مكاناً لست بساكنه ….
ولن أمشي بشارعٍ فقد عابره …
ولن أتناول طعاماً فقد طعمه …
ولن أسمع نغمـــــــــاً فقد عذوبته …
ولن أنظر بمرآةٍ فقدت بريقها …
ولن أشم زهراً فقد شذاه ….
ولن أنطلق في سماءٍ ضاق مداها ….
ولن أعيش حياةً منك خاليه …
فنظر بعينيه بعيداً والدمع يلوح منهما وقال بصوتٍ حازم :
انظري إلي ….انظري …
اسمعيني …اسمعيني …..
لماذا لاتنظرين إلي ؟؟؟ لماذا ؟؟؟
ارجوك.. ارجوك اسمعيني …..لاتثقلي عليّ ..اريحيني …لاتجعليني لي أعاني ….!!
ارجوك انظري إلي ……ارجووك  ارجوووووووووك …
وأخذ يهز كتفايا …. ويقول صارخاً : ألا تسمعيني ألا تسمعين ….مابك ؟؟؟
وعندما إلتقت عينانا كانت لغة عينانا أبلغ من أي لغة في الوجود نعم لقد كانت لغة خاصه لايعرفها
سوانا أنا وهو نعم فقط أنا وهو ….
وعندها أخذ يبكي وهو ضاغطاً على يداي الصغيرتان بالنسبة ليديه …..وبكينا نعم بكينا …بكينا بكينا بكينا بكينا
وكانت دموع مختزنه لم نستطع التعبير عنها منذ أمدٍ بعيد ….كانت تمنع إنهمارها المكابرة …. الهروب …
لقد كنا نهرب من مواجهة أنفسنا لقد كنا نغفل أمر حبنا الشديد لبعضنا البعض نعم لقد كنا …..
نتوارى نتمارى نتجاهل ……
ولكن تلك اللحظة كانت لحظة إنفجار إنهمار لمشاعر كلينا نعم لكلينا ….
كنا خلالها نبكي كالأطفال بل أشد بل أقسى …
كنت المرة الأولى التي أرى فيها دموعه وسقوطها …
كانت ساخنه كسخونة تلك اللحظات …..
إمتدت يدي إلى وجهه تمسح الدموع من عينيه …..وأخذت بيديه وأجلسته جانباً عله يهدأ قليلاً …
وأخذت ألملم ملابسه وصوت النشيج من كلينا يرتفع ….نعم إنه التوحد في الإحساس التوحد في المشاعر …
فأقبلت عليه بحقيبته ومددت يداي أقربها إليه …
فأشاح بوجهه بعيداً …وقال : إنتظريني سأعود سريعاً إليك …
وقام بالقبض على حقيبته وأنتفض من مكانه وهرع مسرعاً نحو باب الخروج وقال دون أن يلتفت : وداعاً ….
كنت واقفه أنظر إليه حتى غاب عن عيني لم أتحرك من مكاني بل سكنت تصلبت …
كان فكري إليه مرسلاً ….وقلبي معه تعلقَ ….وإحساسي بالوجود غادر معه …
فناداني من خلفي ……:
سيدتي هل هناك شيء؟؟؟!!!
عندها كأنما تنبهت لوجودي هنا ……فتركز نظري على باب الخروج وقلت لا لا لا لاشيء اذهبي !!
وأخذت أسير بخطى متثاقله إلى الأعلى إلى حيث غرفتي ….
إنها خطا تعرفها قدماي فقد اعتادت تلك خطى منكسره حزينه …..لاتلوي على شيء !!…
واتجهت إلى فرشاتي أرسم بها لوحات أيامٍ خلت منه فقدت ألوانها وبريقها …..
فهل تراني أراك فأستقبلك بمبسم الفرح وألق الشوق ؟؟؟!!!
نووووووووووور
كتبه / نوره المعيقلي البلوي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق